الهداية الإلهية


الهداية الإلهية


عالم النبات فيه حكايات ومناظر عجيبة, توجد نباتات تصطاد حيوانات وتأكلها, وينصب الفخاخ ويدبر المكائد والحيل, كيف!؟, كيف لكائن لا يملك عقل ان يدبر ويفكر هكذا؟, من يرى ذلك المنظر عندما يقوم النبات بإصطياد الحيوانات وأكلها, لا بد ان يدرك من وجود مدبر عليم حكيم بصير خلف كل شيء, توجد يد هادية مرشدة خلف كل شيء في هذه الحياة المدهشة, نحن لسنا لوحدنا والحياة غير متروكة بدون عيانة!, الحياة لن تترك وحدها لحظة, بإستمرار توجد يد خفية التي تهدي الحياة في مسيرتها خطوة بخطوة, من أول خلية, من أول نبتة, من أول ميكروب, من أول حشرة, حتى الحشرات التي لايوجد احقر منها.

هل للخنفساء كان تملك صورة للمستقبل في ذهنها؟, هل تصورت ان البيضة ستفقس ويخرج منها الخنفساء الصغير جائع, فيجب ان يتم تدبير غذاء له, هل الخنفساء تصورت كل هذه المسرحية؟!, طبعاً لا, كل هذا غريزة بداخلها, وتم بالغريزة, والغريزة هي علم مغروز وموروث في الحيوان من يوم ما خلق, وهو اعتراف صريح اننا نولد ومعنا العلم الضروري لحياتنا, هل توجد عناية الهية اكثر من ذلك؟, ان كل مخلوق يولد بالعلم الضروري لحياته وليكمل مسريتها, واتذكر في هذه اللحظة هذه الآية الكريمة:"وأوحى ربك الى النحل ان اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون", هذه الاية هي دليل الغريزة والعلم المغروز في داخل كل كائن حي, وهو علم الهي وإلهامي مغروز فيه, والنحلة عندما تختار مكان معين فهي لا تختاره بنفسها, بل من علم داخلي فيها وولدت به, وعندما نتفكر في الخنفساء نجد انها لا تملك عقل او تفكر, ومع ذلك تتصرف هو عين العقل, إذن لا تفسير إلّا انه يوجد خلف مانراه يد خفية هادية وعقل مرشد.
مثال اخر نطرحه, جيش من النمل العامل, نراه يتحرك بشكل عشوائي, ولكن ذلك خطأ, كل حركة نملة صغيرة في مجتمع النمل الذي نراه محسوبة وتم التفكير فيها ولها هدفها, وانه يوجد مشروع كبير يريدون تحقيقه, النمل يتجمع على ورقين شجر ويترابط فيما بينهم ويحاولون تقريبهما من بعضهم ليبني بيت, كل هذا بتنظيم مذهل, وكل نملة لها دورها وتوزيع الوظايف بين هذا الجيش الهائل, شيء فعلاً لا يصدق, ولو ان نملة واحدة تخلت عن دورها لحصلت فوضى كبيرة في مجتمع النمل, وعند حصول المعارك يقوم النمل بإستخدام احدث وسائل الحرب المتوفرة ضد الضحية.
والزنبور وهو حشرة اخرى أو بالأحرى معجزة اخرى, فهو عندما يهاجم حشرة اخرى, يحقنها بسم يشل الضحية في ثواني, والغريب انه يحقن السم في الضحية في مجمع الأعصاب الخاص بالضحية, فتشل الضحية على الفور ويحملها الزنبور إلى عشّه ويضع فيها بيضه, وعندما يفقس البيض تتغذّى اليرقة على هذه جسم الضحية, ويكون كافي جسم الضحية لتتغذى عليه اليرقة لمدة تكون فيها جاهزة لتصطاد بنفسها, سبحان الله!, شيء عجيب جداً.


المشاركات الشائعة