لماذا انقرضت الديناصورات؟


لماذا انقرضت الديناصورات؟


ساعات كثير افكر لماذا قضى الله سبحانه على هذه الدواب والكائنات الضخمة, ولما اخرجها للوجود اصلاً, من الواضح جدا ان الله عندما ابدع الحياة كانت النقلة الكبرى التي افاضها على الاحياء هي الحرية, لأن الحرية هي الفرق بين الأحياء والجمادات, الجمادات تعيش اسيرة للقوانين والجبريات, فلا تستطيع التمر على قانون الجاذبية وان تخرج عن قانون الاجساد الطافية والقصور الذاتي, لكن في الأحياء نرى النخلة تنبت 30 مترا للأعلى ضد الجاذبية, وترى السمكة تكسر قانون الأجسام الطافية وتغطس, وترى الطائر يتمرد على قانون القصور الذاتي وينطلق فجأة كالسهم, فكان مقتضى هذه الحرية ان هذه الحيوانات تنتعش وتتمتع وتتماثل وتتكاثر وتأخذ بفرصتها بالظهور اكثر في الكوكب, ولكن هذه الكائنات تمردت اكثر بكثير وبدأت بالقضاء على

الكائنات الاخرى, وطغت عليها وبدأت بحرب فناء على باقي الحيوانات وتقضي عليها, وربنا سبحانه وتعالى يكره التجبر والطغيان, ويكره ان ينفرد أحد بالملك وأن يبيد الأخرين, وهذا مخالف لسنة الله تعالى في الكون, وسنته تقتضي ان يعيش الجميع في امان بدون طغيان طرف على الاخر, فقضى ربنا ان يفني على هذه الكائنات العملاقة الجبارة, وكانت خطته العصر الجليدي, وهذا امر حير العلماء لفترة وتجمدت الارض كلها وهلكت كل هذه الكائنات العملاقة, والتفسير الاكثر قبولاً هو نيزك ضخم ضرب الارض, وقوة هذا النيزك تساوي مليون قنبلة هيدروجية, وانفجر التراب والغبار وغطّى وجه الشمس بكثافة رهيبة, واحتجب الشمس لسنين طويلة, وانخفضت درجة الحرارة وتحولت الأرض الى صقيع رهيب, وهلكت كل هذه العماليق لانها لم تجد مكانا للإختباء, بينما باقي الكائنات الصغيرة الاخرى والهزيلة وجدت اماكن كثيرة للإختباء والاماكن الدافئة مثل الشقوق والكهوف وغيرها, ولكن الضخامة الكبيرة للكائنات الكبيرة هلكت عن بكرة ابيها, وعندما خرجت الشمس من جديد, تغيرت الارض وخرجت الكائنات الصغيرة, وتغيرت موازين الارض واصبحت موازين جديدة, وبدأت الحياة في الاستمرار من جديد, وسنة الله مازالت ليومنا هذا, فقال في الحديث القدسي:"الكبرياء ردائي, والعظمة ازري من نازعني فيهما قسمته", واحيانا يأخذ الله الجبابرة والطواغيت اخذ عزيز مقتدر, وأحيانا يرسل او يدفع عليه جبار اخر, والتدافع سنة الهية في الكون كله, تعايش المختلفين هو مراد إلهي, المختلفين في الصحة والمرض والفقر والقدرة والعجز الجميع لابد ان يعيش ويتساند ويتعاون, والذي ينفرد ويتجبر مصيره معروف, سواء في ممكلة الحيوان او النبات او الانسان, ولكن هل يمكن يعتدي نبات على اخر, اقول له طبعاً, الفطر يعتدي على النباتات الاخرى, ويهلك محصولات بلا عدد يحصى, والنباتات المتسلقة ايضا.
فقوانين العدالة موجودة في السنن الالهية وهي السنن الحافظة للحياة, فأي طغيان يهلكه الله ويخرج خارج مسرح الحياة, ومازال امر الله نافذ وسيظل نافذ ليوم القيامة.


المشاركات الشائعة