الوصول الى اورانوس, الكوكب العجيب!
الوصول الى اورانوس, الكوكب العجيب!
في ليلة صيف وسماء صافية, كل ما يمكن رؤيته من نجوم السماء هو حوالي 2000 نجم والقمر و5 كواكب وربما شهاب او نيزك ساقط, ذلك هو كل ماكان متاح للفلكيين قديماً, الذين لم يملكون الات, لكن حدث في 1781 في مارس وذات مساء كان يوجد رجل اسمه وليام هيرشل كان ينظر من تلسكوب بدائي, وهو موسيقار وفلكي هاوي, وكان يحب النظر للفضاء والبحث فيها, وفي هذه الليلة فوجئ بكوكب جديد, وهو الكوكب السادس في زمنهم, وفي تلك الليلة كان ميلاد الكوكب اورانوس, وبعد 170 سنة من تلك الليلة تم تصوير اورانوس ومعه اقماره الخمسة, وفي 1984 امكن تصوير حلقات اورانوس المحيطة به, والشبيهة بحلقات زخل, وفي سنة 1977 امتلكت اميركا الفرصة لإطلاق مراكب فضائي للكواكب المجاورة, مثل المشتري وزحل واورانوس ونبتون, والسبب في تحديد ذلك الميعاد بالضبط, هو ان كل عدد من السنين, جميع كواكب المجموعة الشمسية تصطف في صف واحد, وهي فرصة لإرسال مركبة فضائية للكواكب البعيدة عن طريق استخدام جاذبية الكواكب الموجودة في طريقها, حتى تصل للكوكب الذي يليه ويعطيها دفعة اخرى وهكذا حتى تصل
للكوكب المطلوب, دون استخدام الوقود, بحيث اغتنمت وكالة ناسا الامريكية الفرصة في تلك السنة عندما وجدت اصطفاف الكواكب بصف واحد, ارسلت فويجر 1 وفويجر 2, وهما المركبتين الفضائيتين, الاول وظيفتها تصوير زحل والمشتري, والثاني ستسصل لزحل وزحل يدفعها ويقذفها بإتجاه اورانوس وهذا الذي حصل فعلاً, والمركبة فويجر2 وصلت اورانوس سنة 1986, هذا الوصول الرائع كان اعجاز القرن وخطوة هامة في حياتنا البشرية.
طبعاً كان مركز المراقبة في كاليفورنيا في شوق وترقب لوصول المركبة فويجر2 الى اورانوس, وقبل وصولها ب4 ايام لاحظوا وجود عطل في الكمبيوتر الخاص بالمركبة وان الصور تصل مهزوزة ومشوشة بعض الشيء, فكان لابد من وجود حل حاسم وسريع لعلاج هذا الكمبيوتر, فتصوروا اصلاح كمبيوتر على بعد 2000 مليون ميل!, شيء غريب فعلاً, وبالفعل تم اصلاح الكمبيوتر, وتم تصوير اورانوس لأول مرة مغطى ومغلف بالضباب والدخان, واتضح ان سمك غلاف هذا الكوكب طوله 4000 ميل من الهيدروجين والهيليوم, وبعد هذا الغلاف السميك يوجد بحر شامل من الغازات المسيّلة الميثيل والنشادر, وعمقه يصل لـ6000 ميل, ونجد في قعره قلب الكوكب وهو مركز صخري, ودرجة الحرارة 200 درجة تحت الصفر, واكتشفوا ان الكوكب مقلوب على جانبه بزاوية انحرافية, وبالتالي الشمس تكون متعامدة على القطب وليس على خط الاستواء كما في كوكبنا, ونهار اورانوس يمتد لـ20 سنة وليله كذلك, فهو كوكب عجيب يدور على جانبه, وله خمس اقمار لها اسماء الحوريات, اوبرون وتيتينيا وأمبريال وآريل ومراندا, وتتفاوت اقطار هذه الاقمار من 300 ميل الى 900 ميل, والكوكب نهاره ليس مثل نهار الأرض, الاضاءة فيه 1/3000 من اضاءة الارض, فكأنه ليل مقمر عندنا, وطبعاً ليله يكون شديد السواد, وأقماره ايضا اضاءتها خفيفة رمادية معتمة, واقمار تدور على جانبها بحيث ان خط الاستواء مكان القطب والعكس صحيح, ونهارها ايضا 20 سنة وليلها كذلك, وحول اورانوس وجدوا 11 حلقة شبيه بحلقات زحل, ولكنها اقل سمكاً وهي عبارة عن ذرات وحصى, لا أثر لحياة على اورانوس, والمنظر عدم في عدم وصقيع غامص.
